من المحتمل أنك سمعت هذا المصطلح عدة مرات من قبل. على الرغم من الوقت البسيط الذي تستهلكه تلك العملية، ألا إنها عملية احتيال بسيطة ولكنها خطيرة.
تزوير توقيع الحضور والانصراف هو عندما يقوم موظف بتسجيل حضور أو انصراف نيابةً عن موظف آخر، وغالبًا ما يكون ذلك لتغطية تأخره، أو مغادرته المبكرة، أو تغيبه عن العمل تمامًا. إنه شكل خفي من أشكال التلاعب في الوقت الذي يفسد كشوف الحضور والانصراف، ويضخم تكاليف كشوف المرتبات، ويقضي خلسةً على الإنتاجية والثقة في مكان العمل.
تشير تقديرات جمعية المرتبات الأمريكية (APA) إلى أن أكثر من 75% من الشركات تخسر أموالًا بسبب هذا الفعل. كما وضع النظام السعودي حدًا لتلك الجريمة المنتشرة موضحًا عقوبة التزوير في دفتر الحضور والانصراف، والتي سنذكرها لاحقًا.
إنها مشكلة أكثر خطورةً مما يعتقده معظم الناس. إذًا، كيف يحدث التزوير في الحضور والانصراف من الأساس؟ وكيف يمكنك إيقافه نهائيًا؟
دعنا نتعمق في الأمر.

صورة بواسطة Mikhail Nilov على Pexels
هل تزوير الحضور والانصراف غير قانوني؟
نعم، تزوير توقيع الحضور والانصراف يُعتبر بمثابة تلاعب في الوقت أو احتيال في كشوف الرواتب، وهو ما يجعله يدخل فعلاً في نطاق المخالفات الجنائية الخطيرة في المملكة العربية السعودية.
يوضِّح النظام الجزائي لجرائم التزوير في السعودية عقوبة التزوير في دفتر الحضور والانصراف. حيث يُعاقَب مرتكب هذا الفعل بالسجن لمدة أقصاها ثلاثة أشهر، كما يدفع غرامة لا تتجاوز ثلاثين ألف ريال، أو بإحديهما.
كيف يتم تزوير الحضور والانصراف؟
غالبًا ما يبدأ تزوير توقيع الحضور والانصراف كخدمة تبدو في ظاهرها “غير ضارة”، حيث يسجل موظف الحضور أو الانصراف نيابةً عن زميل له متأخر، أو غادر مبكرًا، أو تغيَّب عن العمل كليًا. يمكن أن يحدث هذا عبر تبادل بطاقات الدخول (Swipe Cards)، أو أرقام التعريف الشخصية (PINs)، أو كلمات المرور، ويكون ذلك أسهل بكثير مع أنظمة تتبع الوقت القديمة. وبمجرد أن يبدأ الأمر في الانتشار، يمكن أن يتحول بسرعة إلى عادة تُكلِّف الشركة الكثير.
اكتشاف التزوير في الحضور والانصراف لا يكون أمرًا سهلاً ومباشرًا دائمًا، ولكن هناك علامات واضحة تدل على حدوثه، مثل:
- تسجيل الموظفين الحضور والانصراف معًا باستمرار في نفس اللحظة
- التعديلات المتكررة على كشوف الحضور التي تشمل نفس الأشخاص
- سجلات حضور متطابقة لموظفين مختلفين
ما هي الطرق الفعالة لإيقاف التزوير في الحضور والانصراف نهائيًا؟
هناك عدد من الإجراءات التي يمكنك اتخاذها لإيقاف التزوير في الحضور والانصراف بشكل فعال في مكان العمل. إليك بعض الأساليب المُجرَّبة والمُثبَتة:
1. وضع سياسة واضحة وصريحة للتلاعب في الوقت
قم بتعريف تزوير توقيع الحضور والانصراف بوضوح، واشرح سبب عدم السماح به، وعقوبة التزوير في دفتر الحضور والانصراف. تأكد من أن كل موظف يفهم هذه السياسة من اليوم الأول لعمله. يمكنك توضيح هذه السياسة خلال مرحلة التوظيف، واشرحها في دليل الموظفين، واطلب من الموظفين التوقيع على نموذج إقرار بالاطلاع والموافقة.
2. إجراء عمليات تدقيق منتظمة
3. استخدام برنامج لتتبع الوقت مع خاصيات أمان
من السهل التلاعب بسجلات الدوام اليدوية و أدوات تسجيل الحضور التقليدية. ولهذا السبب، من المفيد الانتقال إلى أنظمة أكثر تطوراً لتتبع الوقت. لا تستخدم أي برنامج لتتبع الوقت فحسب، بل اختَر البرنامج المُزوَّد بميزات أمان يمكنها إيقاف تزوير الحضور والانصراف بفعالية.
تتضمن هذه الميزات:
- التعرف على الوجه: تؤكد أنظمة تتبع الوقت المزودة بخاصية التعرف على الوجه هوية الموظف من خلال مسح الوجه، وهذا يضمن أن الشخص المُحدَّد فقط هو من يمكنه تسجيل الحضور. وهذا يقضي بفعالية على إمكانية قيام زميل آخر بتسجيل الحضور نيابةً عنه.
- تتبع الموقع عبر نظام تحديد المواقع العالمي: بمساعدة التتبع عبر نظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، يمكنك تسجيل الموقع الدقيق لعمليات تسجيل الحضور والانصراف. وهذا يمنع أي شخص من تسجيل الحضور عن بُعد أو خارج مكان العمل، ويضمن تسجيل الحضور فقط عندما يكون الموظفون متواجدين فعليًا في الموقع.
- مصادقة البصمة: تتحقق من صحة الهوية باستخدام بيانات بيومترية فريدة. لا يمكن مشاركة البصمة أو تزويرها بسهولة، مما يجعلها واحدة من أكثر الطرق أمانًا لمنع التزوير في الحضور والانصراف.
هل أنت مستعد لإيقاف التزوير في الحضور والانصراف نهائيًا؟
قد يبدو تزوير توقيع الحضور والانصراف وكأنه خدمة بسيطة بين الزملاء، ولكنه قد يؤدي إلى مشاكل كبيرة للشركات. الخبر الجيد هو أنه باستخدام الأدوات، والسياسات المناسبة، والتواصل الصريح، من الممكن منع هذه الممارسة بالكامل. عندما يكون تتبع الوقت عادلاً، ودقيقاً، وشفافاً، يستفيد الجميع، ويُمكن لأماكن العمل أن تُدار بسلاسة أكبر. آمل أن يكون هذا الدليل السريع قد منحك نصائح مفيدة وقابلة للتطبيق لحل مشكلة التزوير في الحضور والانصراف نهائيًا.