مايكروسوفت تنهي مرونة العمل عن بعد وتُلزم الموظفين بالعمل من المكتب ثلاثة أيام في الأسبوع

صورة بواسطة Simon Ray على Unsplash

تُنهي مايكروسوفت رسميًا نموذج العمل المرن الذي اتبعته خلال فترة الوباء، حيث ألزمت موظفيها بالعودة إلى المكتب والعمل لثلاثة أيام على الأقل في الأسبوع، وذلك حسبما أفادت مجلة بيزنس إنسايدر (Business Insider).

 

هذا التغيير، الذي أعلنته آمي كولمان، رئيسة قسم الموارد البشرية في مايكروسوفت، في مذكرة داخلية، يضع الشركة ضمن آخر شركات التكنولوجيا الكبرى التي تفرض سياسة مُنظَّمة للعودة إلى المكتب (RTO).

 

سيتم تطبيق قرار العودة إلى المكتب على مراحل:

 

  • المرحلة الأولى (موظفو منطقة سياتل): ابتداءً من أواخر فبراير 2026، سيُطلب من الموظفين الذين يعيشون على بُعد 50 ميلاً من مكتب مايكروسوفت الامتثال للقرار. تم تداول تاريخ 23 فبراير لبدء التطبيق، لكن لم يتم تأكيده بعد.
  • المرحلة الثانية (المكاتب الأمريكية الأخرى): سيتم التوسع ليشمل مواقع أمريكية إضافية، وسيتم الإعلان عن التفاصيل لاحقًا.
  • المرحلة الثالثة (التطبيق الدولي): من المخطط أن تبدأ في وقت لاحق من عام 2026، وتشمل الموظفين خارج الولايات المتحدة.

     

    تفاصيل السياسة والاستثناءات

     

    بموجب القرار الجديد، يجب على الراغبين في عدم الامتثال تقديم طلب استثناء بحلول 19 سبتمبر 2025، على الرغم من أن آلية مراجعة هذه الطلبات أو الموافقة عليها لم يتم شرحها بعد.

     

    أكدت كولمان أن “كل فريق عمل سيفعل ما يناسبه أكثر شيء”، مما يترك مجالًا لبعض المرونة على مستوى المجموعات.

     

    صاغت الشركة الغرض العام من السياسة على أنه وسيلة لخلق “وضوح واتساق” أكبر، مع الحفاظ على عناصر المرونة وضمان أن يكون الوقت الذي يُقضى في المكتب “هادفًا ومؤثرًا”.

     

    توجيه ودعم الموظفين

     

    تم إرسال تعليمات مُخصَّصة عبر البريد الإلكتروني لموظفي منطقة بيوجت ساوند في 9 سبتمبر.

     

    تم توفير مجموعات أدوات وموارد للمديرين عبر شبكة مايكروسوفت الداخلية (SharePoint)، كما سيتم تقديم توجيه إضافي من قِبَل نواب الرئيس التنفيذيين وقادة الفرق على مستوى المجموعات.

     

    وفي مذكرة الشركة، تم التأكيد على أن مايكروسوفت تنوي “مواصلة التعلم معًا” مع ضمان الحفاظ على فرص النمو الوظيفي والتطوير في ظل العمل وفق النموذج الجديد.

     

    لماذا تُغيِّر مايكروسوفت سياستها؟

     

    تحمل المذكرة الداخلية عنوان “طريقة عملنا تغيرت إلى الأبد”، وتُصور قرار مايكروسوفت على أنه تطور وليس عودة إلى المعايير التي كانت سائدة قبل الجائحة.

     

    تزعم الشركة أن الموظفين يكونون أكثر حيويةً، وتمكينًا، وإنتاجيةً عندما يعملون معًا وجهًا لوجه.

     

    من وجهة نظر مايكروسوفت، فإن عصر الذكاء الاصطناعي يجعل التعاون وجهًا لوجه أكثر أهمية، حيث تحدث “أكثر الإنجازات أهميةً” من خلال تبادل الأفكار في الوقت الفعلي.

     

    كما تشدد المذكرة على أن هذا التحول لا يهدف إلى تقليل عدد الموظفين، بل يهدف إلى ضمان عمل الموظفين بطرق تخدم العملاء على أفضل وجه.

     

    سياق الصناعة وتحول السياسة

     

    يمثل قرار مايكروسوفت الجديد إنهاء حاسم لسياستها للعمل المرن التي تبنتها في عام 2020، والتي منحت الموظفين خيار العمل من المنزل لمدة تصل إلى نصف الوقت دون الحاجة إلى موافقة.

     

    في الواقع، كانت تلك السياسة تسمح بقدر أكبر من الحرية، مما جعل مايكروسوفت واحدة من أكثر شركات التكنولوجيا الكبرى مرونةً. والآن، تقترب الشركة أكثر من سياسات نظيراتها مثل ميتا، وغوغل، وأمازون، وآبل، وحتى زوم، التي طبقت جميعها متطلبات الحضور في المكتب في السنوات الأخيرة.

     

    يعكس هذا التغيير تراجعًا أكبر في الصناعة عن ترتيبات العمل عن بُعد بشكل كامل. وفي حين أن العمل الهجين لا يزال هو النموذج السائد، فقد تغيَّر شكله من المرونة التي يحددها الموظف إلى الجداول الزمنية التي تفرضها الشركة.

     

    بالنسبة للقوى العاملة العالمية في مايكروسوفت التي تضم أكثر من 220,000 موظف، فإن القرار الجديد هو أكثر من مجرد تعديل لوجستي؛ إنه يمثل نهاية واحدة من أكثر الفترات مرونة في تاريخ الشركة.

     

    تداعيات أوسع

     

    ويُسلِّط التغيير الضوء أيضًا على تحول في الرسالة: فقد أزالت مايكروسوفت بهدوء منشورًا سابقًا على مدونتها كان يثني على العمل الهجين والعمل عن بُعد بوصفهما محفزَين لاستمرار الموظفين في العمل وزيادة المشاركة. ويُعيد هذا الرابط الآن توجيه المستخدمين إلى تحديث بتاريخ 31 يوليو يصف العمل الهجين بأنه يمثل تحديًا للمشاركة، ويمكن حله عبر الذكاء الاصطناعي.

     

    في الأشهر الأخيرة، شدَّدت مايكروسوفت من إدارة الأداء، حيث سرَّحت آلاف الموظفين ذوي الأداء المنخفض ووسعت خطط تحسين الأداء. ويرى بعض الموظفين أن قرار العودة الإلزامية إلى المكتب هو جزء من ضغط ثقافي أوسع.

     

    عرض الكل