العمل عن بعد في الإمارات

2025

شهدت دولة الإمارات العربية المتحدة تطورًا ملحوظاً في عالم العمل، حيث أصبحت من أكثر الدول تقدمًا في تطبيق نظام العمل عن بعد. بفضل البنية التحتية الرقمية المتطورة والتشريعات، تحولت تحديات العمل عن بعد في الإمارات إلى فرص وأثبت هذا النظام كفاءته ومرونته.

حققت الإمارات إنجازات مذهلة في تكييف بيئة العمل لتتناسب مع المتغيرات العالمية، حيث تبنت نظام العمل عن بعد في قطاعها الحكومي بشكلٍ تجريبي عام 2017. كما أصدرت عام 2021 أول تأشيرة من نوعها في المنطقة، وهي تأشيرة العمل الافتراضي.

كما وضعت إطاراً قانونياً شاملاً يُنظِّم العمل عن بعد في الدولة، حيث يضمن حقوق وواجبات جميع الأطراف. وفي هذا المقال، سنذكر كل ما يخص العمل عن بعد في الإمارات.

في هذا المقالة:

العمل عن بعد في الإمارات

نظام العمل عن بعد في الإمارات

أثبتت دولة الإمارات ريادتها في مجال العمل عن بعد، حيث نجحت في بناء منظومة مرنة وقادرة على مواجهة التحديات المتغيرة لسوق العمل. وكان ذلك بفضل الرؤية الاستشرافية والاستثمار في البنية التحتية الرقمية للدولة.

ومن أجل تطبيق نظام العمل عن بعد على النحو الأمثل، أطلقت الدولة ما يساعد على ذلك بطريقتين؛ دليلٍ ينظمه، وتأشيرة تؤهل له. حيث أصدرت في عام 2020 دليل العمل عن بعد في الإمارات الذي يوضِّح كل ما يخص هذا النظام، من آليات تطبيقه واختيار الموظفين العاملين به، إلى حقوق وواجبات الجهات الاتحادية والموظفين أنفسهم.

من المعروف أيضًا أن الإمارات من أكبر الدول التي تستقطب المواهب من أنحاء العالم، ولذلك أطلقت الإقامة من أجل العمل عن بعد “تأشيرة العمل الافتراضي“. حيث تُمكِّن هذه التأشيرة الأجانب من الإقامة في الدولة لمدة عام والتمتع بالعديد من المزايا، من فتح الحسابات المصرفية إلى التعليم.

أنواع وظائف العمل عن بعد في الإمارات

يشمل نظام العمل عن بعد جميع الموظفين المواطنين العاملين حالياً أو مستقبلًا في الجهات الاتحادية، وذلك في الوظائف التي تناسبها طبيعة العمل عن بعد والتي تُحدَّد حسب الإجراءات والأنظمة المعتمدة في الحكومة الاتحادية بالتنسيق مع الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية.

ويهدف هذا النظام إلى عدة أشياء أساسية:

  • توفير فرص عمل متنوعة تحقق التوازن بين الحياة المهنية والشخصية.
  • جذب المواهب المتميزة.
  • خفض تكاليف تشغيل الجهات الحكومية.
  • تقديم الخدمات الحكومية بعد ساعات العمل الأساسية.

قسَّم دليل العمل عن بعد في الإمارات العمل إلى نوعين:

  • العمل عن بعد الجزئي: حيث يتيح هذا النظام للموظف أن يُقسِّم وقته بين العمل في المكتب والعمل عن بعد بنسب إما متساوية أو مختلفة، كما يمكن أن يكون ذلك لساعات محددة أو أيام معينة في الأسبوع أو الشهر، وذلك وفقاً لما تحدده جهة العمل.
  • العمل عن بعد الكامل: حيث يُقصد به أداء جميع المهام الوظيفية بالكامل من خارج مقر العمل الرئيسي، دون الحاجة للتواجد في المكتب بشكل فعلي.

معايير اختيار الموظفين للعمل عن بعد في الإمارات

حدَّد الدليل عدة معايير لاختيار الموظفين للعمل عن بعد في الإمارات:

  • أن يكون الموظف يعمل بوظيفة تنطبق عليها معايير العمل عن بعد، والتي سنذكرها فيما بعد.
  • أن يكون الموظف حسن السلوك ولم تُفرَض عليه أية جزاءات بسبب سوء سلوكه أو خلقه.
  • أن يكون الموظف أمينًا وذا مصداقية، ويلتزم بجودة ودقة عمله، ويحافظ على سرية المعلومات.
  • أن يكون الموظف ذو أداء جيد ويُلبي التوقعات في آخر سنة على الأقل.
  • أن يتم اختبار الموظفين الجدد المُعيَّنين في وظائف العمل عن بعد لمدة 6 شهور، وقد يتم التمديد لمدة 3 أشهر أخرى. وبعد ذلك، إمَّا أن يتم توظيفهم وفقًا لمستوى إنتاجيتهم وأدائهم، أو يتم إنهاء خدماتهم.

آليات اختيار وظائف العمل عن بعد في الإمارات

وضَّح الدليل آليات اختيار الوظائف المؤهلة للعمل عن بعد في الإمارات، حيث يجب أن:

  • تكون ذات طبيعة يمكن تجزئتها.
  • تسمح بالأتمتة.
  • تحتاج لمدخلات معينة تتم عبر الأنظمة الإلكترونية.
  • تتم المتابعة والتسليم عبر إحدى الطرق الإلكترونية.
  • تكون الإنجازات فردية.

وقد توجد آليات أخرى يتم الاتفاق عليها بين الجهة والهيئة.

حقوق الموظفين العاملين عن بعد في الإمارات

يتمتع الموظفون العاملون عن بعد في الإمارات بكافة حقوقهم مثل باقي موظفي الحكومة الاتحادية حسب قانون الموارد البشرية في الحكومة الاتحادية في الإمارات.

حيث تكون رواتب العمل عن بعد حسب جداول المرتبات المعتمدة بالنسبة لموظفي الحكومة الاتحادية، كما يحق لهم أيضًا الحصول على الترقيات الوظيفية أو المالية بموجب القانون. أمَّا بالنسبة للإجازات، فيحق لهم أيضًا ذات الإجازات المُقررة في قانون الموارد البشرية.

كما يجوز أيضًا نقل الموظفين من نظام العمل عن بعد إلى النظام التقليدي والعكس، حسب مقتضيات العمل.

واجبات الجهات الاتحادية في نظام العمل عن بعد الإماراتي

تلتزم الجهات الاتحادية في الإمارات بعدة أمور لتطبيق هذا النظام بعد بشكلٍ صحيح:

  • تطبيق آليات تقييم الكفاءة، حيث تُحدِّد معايير ومواعيد تسليم جميع الأنشطة والمُخرجات المُحدَّدة.
  • تقديم بيئة تكنولوجية تحافظ على خصوصية وسرية المعلومات وتضمن منع الأشخاص غير المُصرَّح لهم من الدخول إلى النظام.
  • التأكد من وجود فائدة حقيقية لتطبيق نظام العمل عن بعد لديها.
  • تقديم طريقة إلكترونية لمتابعة الموظفين العاملين عن بعد، مع تحديد كافة إجراءات التقييم.

تقييم أداء الموظفين في نظام العمل عن بعد

تعتمد الجهات الاتحادية آليات مُحدَّدة لتقييم أداء الموظفين العاملين عن بُعد في الإمارات، حيث يجب على الهيئات تقييم أداء الموظفين حسب التالي:

  • حسب الإنتاجية وعدد المخرجات، والمهام التي تم إنجازها، والتسليمات.
  • حسب جودة الإنتاج والدقة في التسليم.
  • حسب الالتزام بالأطُر الزمنية المحددة لتسليم المخرجات.
  • حسب نسبة رضا الرؤساء المباشرين والأشخاص المتعاملين مع الأعمال المُنجَزة.

وقد توجد آليات أخرى يتم تحديدها بواسطة الجهة المعنية.

الختام

إن تجربة الإمارات في مجال العمل عن بعد تُعد نموذجاً يحتذى به على مستوى العالم. حيث أثبت هذا النظام قدرته على تعزيز الإنتاجية والابتكار، وتحسين جودة الحياة، وجذب الاستثمارات في الدولة. ومع استمرار التطور التكنولوجي، يمكننا أن نتوقع المزيد من التطورات في هذا النوع من العمل، مما يفتح آفاقاً جديدة للنمو والازدهار.

ملاحظة تحذيرية هامة

إن هذا المحتوى مُقدَّم لأغراض تثقيفية فقط. بينما نبذل قصارى جهدنا لضمان دقة المعلومات المُقدَّمَة، إلا أنه لا يمكننا ضمان خلوها من الأخطاء أو السهو. لذا يُنصح المستخدمون بالتحقق بشكل مستقل من أي معلومات مهمة وعدم الاعتماد على المحتوى المقدم وحسب.