إدارة العاملين في الجامعة بفعالية: 3 استراتيجيات رئيسية للنجاح

2024

Written by عاصم قريشي
بقلم عاصم قريشي، الرئيس التنفيذي لشركة جِبل

اسمي عاصم قريشي، أنا الرئيس التنفيذي لشركة جِبل، كنت سابقًا نائب رئيس في مورغان ستانلي. أنا حاصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء، ولدي شغف بالتدريس.

لقد قمت بتدريس الرياضيات للأطفال في المناطق المحرومة، وأنا أب لثلاثة أطفال يدرسون من المنزل – وقد حقق أطفالي إنجازات مذهلةً من الناحية الأكاديمية – على سبيل المثال، ابني هو أصغر شخص في تاريخ اجتياز امتحان المستوى الأول في المملكة المتحدة، وهو امتحان لمن هم في سن 18، حيث حصل على درجة الامتياز عندما كان عمره 10 سنوات!

بالطبع، أعتقد وبشدة أن المدارس والجامعات يجب أن تتبنى التكنولوجيا لتعظيم إمكانيات الطلاب، وسأشرح لماذا بالتحديد هنا في هذا المقال، والآن سأخبرك كيف يتم إدارة العاملين في الجامعة بفعالية من خلال 3 استراتيجيات رئيسية للنجاح، دعنا نبدأ!

كيف يمكنك إدارة العاملين في الجامعة بنجاح؟

إدارة العاملين في الجامعة ليست مهمةً سهلةً. إنها مسئولية مليئة بالمستجدات المعقدة، حيث يمكن أن يجعلك التوازن الدقيق بين المسئوليات والعلاقات والتوقعات تشعر بالصداع. ولكن لا داعي للقلق؛ لأننا في هذا المقال سنتناول إدارة العاملين في الجامعة.

وسنستكشف ثلاث استراتيجيات لن تسهل فقط عملياتك، ولكن ستخلق أيضًا بيئة عمل داعمةً ومزدهرةً لموظفيك.

بدءًا من التغلب على تحديات تتبع الحضور إلى إقامة حدود واضحة من خلال التواصل الفعَّال، ومعالجة الأعباء الإدارية التي غالبًا ما تعاني منها الجامعات، فأنا على وشك تزويدك بالأدوات والرؤى التي تحتاجها لإتقان فن إدارة العاملين في الجامعة كالمحترف.

لذا، شمر عن ساعديك، وارتدِ قبعة المدير الخاصة بك، ولننظر بعمق في عالم إدارة العاملين في الجامعة بفعالية. سويًّا، سنطلق العنان لإمكانيات فريقك، ونعزز ثقافة التعاون، ونضمن أن يتمكن موظفوك من التألق وتحقيق تأثير دائم في المشهد التعليمي. هيا نقوم بذلك!

استراتيجيات فعَّالة لإدارة العاملين في الجامعة بكفاءة

1. تبسيط تتبع الحضور

تخيل حرمًا جامعيًّا حيويًّا، حيث يتدافع الطلاب إلى مدرجاتهم، والأساتذة يستعدون للمحاضرات، ويقومون بتدريس عدة مواد، ويشرفون على مشاريع الطلاب، بينما يدير المسئولون مهامًّا متنوعةً. في هذا الجو المليء بالحيوية والازدحام، يجد المسئولون غالبًا صعوبةً في تتبع الحضور بكفاءة يدويًّا. وهذا يؤدي إلى احتمال حدوث أخطاء، وعدم الدقة، وتأخير في معالجة أي قضايا تتعلق بالحضور.

إحدى الطرق الفعَّالة لتسهيل تتبع الحضور هي استخدام تطبيق لتتبع الوقت على هواتف العاملين أو إعداد جهاز لوحي مشترك يمكن للجميع تسجيل الحضور من خلاله. توفر هذه الطرق الراحة وسهولة الوصول، مما يتيح للموظفين والعاملين تسجيل حضورهم بسهولة دون الحاجة إلى المعاملات الورقية المرهقة.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم برنامج تتبع الوقت مجموعةً من الميزات المفيدة أيضًا! على سبيل المثال، يوفر تقنيةَ التعرف على الوجه في الوقت الفعلي، مما يسمح للموظفين بالوقوف أمام الجهاز اللوحي المشترك ليتعرف عليهم، ويسجل حضورهم بسهولة. وهذا يلغي الحاجة إلى الإدخال اليدوي، ويقلل من مخاطر تسجيل الحضور بالنيابة عن الآخرين.

وإلى جانب ذلك، يمكن أن يوفر مزايا متقدمةً مثل تتبع الأنشطة والتقارير. وهذا يتيح للمسئولين الحصول على رؤًى حول كيفية استخدام الموظفين لوقتهم، وتحديد الأنماط، وتحسين توزيع الموارد وفقًا لذلك. بالنسبة للموظفين الإداريين وموظفي إدارة الموارد البشرية الذين يديرون مهامًّا متنوعةً، يمكن أن يوفر تكامل البرنامج مع أدوات مثل ملحق متصفح جوجل كروم مزيدًا من الكفاءة والإنتاجية.

يبسط برنامج تتبع الوقت أيضًا عملية إعداد سجل الرواتب وأجور العاملين بالساعة. فهو يتميز بحساب ساعات العمل المدفوعة تلقائيًّا، بما في ذلك ساعات العمل الإضافي، لتسهيل عملية إدارة الرواتب بشكل عام. من خلال استخدام مثل هذه البرامج، يمكن للجامعات التخلص من الأخطاء اليدوية، وتقليل العبء الإداري، وضمان تعويضٍ عادل للعاملين بالساعة. لا مزيد من الأخطاء اليدوية أو لحظات الإحباط. إنه تمامًا مثل وجود مساعد شخصي لإعداد الرواتب! والآن، إذا كان كل ذلك يبدو استثمارًا باهظ الثمن، فأنت مخطئ، على سبيل المثال، فإن جِبل يوفر هذه الميزات مجانًا!

2. وضع حدود واضحة من خلال التواصل الفعَّال

غالبًا ما يواجه الأساتذة الجامعيون حدودًا غامضةً بين مسئوليات التدريس، وجهود البحث، والمهام الإدارية. يمكن أن يؤدي ذلك إلى إدارة غير فعَّالة للوقت، وإلى العمل الزائد، وفي النهاية إلى قلة الرضا الوظيفي. للتعامل مع هذا، يعد وضع حدود واضحة والتواصل الفعَّال أمرًا حيويًّا.

  • تحديد الأدوار والتوقعات بوضوح: قم بوضع وصف وظيفي معين، وحدد بوضوح الأدوار والمسئوليات للموظفين. حيث يضمن ذلك أن يفهم الجميع واجباتهم، ويساعد في تجنب الأعباء الإدارية غير الضرورية.
  • التشجيع على الحوار المفتوح: قم بخلق بيئة يشعر فيها الموظفون بالراحة والقدرة على التعبير عن مخاوفهم، ومناقشة تحديات العبء العملي. توفر الاجتماعات الفردية فرصًا للموظفين للتعبير عن احتياجاتهم، مما يتيح للمديرين التعامل مع القضايا وإجراء التعديلات اللازمة.
  • التخطيط المشترك لمهام العمل: قم بإشراك الموظفين في عملية التخطيط من خلال التعرف على آرائهم حول توزيع عبء العمل. يعزز ذلك إحساسًا بالملكية والمسئولية مع ضمان توزيع المهام بشكل عادل وفعَّال.

3. الإدارة اللامركزية

هياكل الوظيفة الهرمية داخل الجامعات قد تعيق الكفاءة، حيث تعطي غالبًا الأولوية للبروتوكولات الهرمية على إنجاز المهام العملية. ومع ذلك، يمكن لتبني نهج لا مركزي للإدارة التغلب على هذه التحديات.

         أ‌- مشاركة سلطة اتخاذ القرارات

تفويض السلطة:

في الإدارة اللامركزية، يمكن للجامعات تفويض سلطة اتخاذ القرارات من المسئولين في المناصب العليا إلى رؤساء الأقسام. كما يمنح التفويض الموظفين القدرة على تحديد احتياجات أقسامهم بشكل فعَّال وحل المشكلات بكفاءة. إن قربهم من جذور مشاكل القسم يسمح لهم بإيجاد حلول سريعة، ويعزز ثقافة الابتكار والتحسين المستمر.

من خلال تفويض السلطة لأفراد قادرين على إدارة الأقسام الصغيرة، يمكن للمسئولين الكبار توجيه وقتهم وطاقتهم نحو مبادرات استراتيجية أكبر، مثل: جمع التبرعات للجامعة، أو ضمان الحصول على منح البحث العلمي. وهذا يسمح لهم بتحقيق تأثير أوسع مع ضمان إدارة الأقسام بشكل فعَّال.

على سبيل المثال، قد تقوم الجامعة (أ) بتقديم هيكل لا مركزي من خلال تقسيم كلية الفنون والعلوم الإنسانية إلى أقسام صغيرة، مثل أقسام الأدب الإنجليزي والفنون الجميلة وعلوم اللغة. ومن ثم، سيحصل كل قسم على الاستقلالية في تصميم المناهج الدراسية، ودعم مبادرات الطلاب، وتوظيف الهيئة التدريسية. يمكن أن يؤدي هذا النهج غير المركزي إلى تحسين تجارب الطلاب، وزيادة رضا هيئة التدريس، وتعزيز التعاون داخل كل قسم.

تعزيز التواصل داخل الأقسام:

شجِّع على إنشاء قنوات للتواصل المفتوح داخل الأقسام، مما يتيح لأعضاء هيئة التدريس والموظفين التعاون بشكل فعَّال ومواجهة التحديات معًا. يقلل هذا النهج التفاعلي لحل المشكلات من الحاجة إلى إشراك مستويات أعلى من الإدارة في كل قرار، مما يؤدي إلى حلول أسرع. على سبيل المثال، قام قسم الكيمياء في جامعة (أ) بتنفيذ سياسة اتخاذ القرارات غير المركزية، حيث قوَّى رئيس القسم أعضاء هيئة التدريس الكبار على اتخاذ القرارات المتعلقة بشراء معدات المختبر، وتحسين المنهج، ودعوة الضيوف المتحدثين. سهَّل هذا النهج عملية اتخاذ القرارات، وزيادة الكفاءة، وسمح للقسم بالتكيف بسرعة مع الاحتياجات الجديدة.

       ب‌- تخصيص ميزانيات الأقسام بشكل فردي

الاستقلال المالي:

تتيح اللامركزية للأقسام الأكاديمية بالوصول الفوري إلى ميزانياتها، مما يمكِّنها من التعامل مع القضايا المالية بشكل مستقل. يشمل ذلك شراء اللوازم المكتبية، وتمويل الضيوف المتحدثين، وتوظيف موظفي الدعم بناءً على احتياجاتها الخاصة.

التخصيص الفعال للموارد:

إن تقاسم عبء تخطيط الميزانية مع الأقسام الصغيرة يضمن اتخاذ قرارات سريعة، وتحسين توزيع الموارد. وهذا يمكن الأقسام من خدمة طلابها بشكل أفضل مع الالتزام بالجداول الزمنية الأكاديمية الحساسة. على سبيل المثال، يمكن لجامعة (أ) تنفيذ نظام ميزانية لا مركزي عن طريق منح كل قسم وصولًا مباشرًا إلى الأموال المخصصة له. يمكن لقسم علوم الحاسب، على سبيل المثال، إدارة ميزانيته بكفاءة لترقية مختبرات الكمبيوتر، وشراء تراخيص البرامج، ودعم مشاريع البحث، مما يمكن الهيئة التدريسية والطلاب من الحفاظ على صدارة التطورات التكنولوجية.

الختام

باختصار، تتطلب إدارة العاملين في الجامعة بنجاح مزيجًا ذكيًّا من الخبرة التقنية واللمسة الإنسانية. من خلال تسهيل تتبع الحضور، ووضع حدود واضحة من خلال التواصل الفعَّال، ولا مركزية الإدارة، يمكن للجامعات تعزيز ممارسات إدارة العاملين. وتعزز هذه الاستراتيجيات التوازن الصحي بين العمل والحياة الشخصية، وتمنع العمل الإضافي غير الضروري، وتخلق بيئةً تسمح للموظفين بالتطور مهنيًّا وشخصيًّا.

لذا، دعنا نمزج بين قوة التكنولوجيا والعلاقات الحقيقية لنخلق فريقًا لا يُقاوم سيأخذ جامعتنا إلى آفاق جديدة. حان الوقت للعمل على جلب بعض السحر للإدارة!