كل ما تحتاج معرفته عن قانون العمل القطري

مارس 9th 2024

نظرة عامة

في قلب الخليج العربي تقع دولة قطر، وهي أمة مرادفة للنمو الديناميكي والتنمية الطموحة والقوى العاملة المتنوعة والحيوية. وفي قلب هذه الديناميكية الاقتصادية يقع نظام العمل في قطر، وهو إطار منظم بعناية يحكم العلاقة بين أصحاب العمل والموظفين. مع استمرار قطر في ترسيخ مكانتها على الساحة العالمية، يصبح فهم تعقيدات نظام العمل لديها أمرًا بالغ الأهمية. يتعمق هذا المقال في الفروق الدقيقة في مشهد العمل في قطر، ويستكشف مكوناته الرئيسية ولوائحه والطبيعة المتطورة للتوظيف في هذه الدولة ذات التفكير التقدمي. 

ملاحظة: على الرغم من أن هذا يوفر منظورًا تمهيديًا وختاميًا لقانون العمل القطري، إلا أنه للحصول على مشورة أو معلومات قانونية محددة، يجب على الأفراد والشركات الرجوع إلى مصادر حكومية رسمية أو طلب التوجيه من المتخصصين القانونيين المطلعين على لوائح العمل في دولة قطر.

في هذا المقال:

عقد العمل

يُطلب من جميع الموظفين في قطر قانونًا أن يكون لديهم عقد عمل مكتوب، والذي يجب أن يلتزم بالنموذج القياسي المقدم من وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية (MADLSA). يعد هذا العقد بمثابة وثيقة مهمة تحدد شروط وأحكام التوظيف، وتوفر الوضوح والحماية لكلا الطرفين المعنيين.

تعرف علي أنواع عقود العمل من خلال الرابط هذا.

بالإضافة إلى عقد العمل الرئيسي، يقوم أصحاب العمل في كثير من الأحيان بصياغة اتفاقيات تكميلية تحتوي على شروط إضافية خاصة بدور الموظف أو سياسات الشركة. ويجب تنفيذ هذه العقود التكميلية من ثلاث نسخ – نسخة للموظف، وواحدة لصاحب العمل، وواحدة للتسجيل لدى وزارة العمل كما تنص المادة رقم (15) من قانون العمل رقم 14. وهذا يضمن أن جميع الأطراف لديهم فهم واضح لحقوقهم والتزاماتهم.

ويجب أن يتضمن عقد العمل الرئيسي التفاصيل الأساسية مثل أجر الموظف، ومدة العقد، ومكان العمل، وساعات العمل، واستحقاق الإجازة السنوية. في حين يوصى باستخدام نموذج عقد موحد، تتمتع الشركات بالمرونة لاستخدام نماذج العقود الداخلية الخاصة بها طالما أنها تمتثل للمتطلبات القانونية التي وضعتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية.

فترة الاختبار

في قطر، يُسمح بفترات الاختبار كما تنص المادة رقم (49) من قانون العمل رقم 14، وعادةً ما تستمر لمدة أقصاها ستة أشهر. تعد هذه الفترة بمثابة فترة تقييم لكل من صاحب العمل والموظف لتقييم ما إذا كان الدور وعلاقة العمل مناسبين أم لا.

خلال فترة الاختبار، يتعين على أصحاب العمل تقديم فترة إشعار مدتها شهر واحد إذا قرروا إنهاء عمل الموظف. وعلى العكس من ذلك، إذا اختار الموظف الاستقالة خلال فترة الاختبار هذه، فيجب عليه تقديم إشعار مدته شهر واحد إذا كان ينوي الانضمام إلى صاحب عمل آخر داخل قطر. ومع ذلك، إذا كان الموظف يخطط لمغادرة البلاد تمامًا، فسيتم تطبيق فترة إشعار مدتها شهرين.

من المهم لكل من أصحاب العمل والموظفين أن يفهموا ويلتزموا بلوائح فترة الاختبار هذه لضمان الانتقال السلس إلى علاقة العمل.

هل يمكن للعامل تغيير وظيفته خلال فترة الاختبار؟

من الممكن أن يخضع العامل لفترة اختبار كما هو منصوص عليه في عقد العمل، وعادةً ما تستمر لمدة تصل إلى ستة أشهر من تاريخ بدء العمل. ومع ذلك، لا يجوز للعامل أن يخضع لأكثر من فترة اختبار واحدة لدى نفس صاحب العمل.

إذا رغب العامل في إنهاء عقد عمله خلال فترة الاختبار، فيجب عليه الالتزام بإجراءات محددة:

  •   إخطار صاحب العمل الحالي قبل شهر على الأقل من خلال النظام الإلكتروني لوزارة العمل.
  •   يجب على صاحب العمل الجديد تعويض صاحب العمل الحالي عن رسوم الاستقدام وتوفير تذكرة طيران ذهاب فقط بما لا يتجاوز شهرين من الأجر الأساسي الحالي للعامل.
  •   الحصول على موافقة وزارة العمل لتغيير الوظيفة ومواصلة العمل مع صاحب العمل الحالي حتى نهاية فترة الإشعار، حسب ما تحدده الوزارة أو يتم الاتفاق عليه مع صاحب العمل الحالي.

بعد فترة الاختبار، إذا كان العامل ينوي إنهاء عقد عمله ومغادرة قطر، يجب عليه:

  •   إبلاغ صاحب العمل عبر النظام الإلكتروني لوزارة العمل.
  •   العمل خلال فترة الإشعار، والتي تختلف حسب مدة العمل:
    1. شهر واحد إذا كان العامل قد عمل لمدة سنتين فأقل.
    2. شهرين إذا مضى على عمل العامل أكثر من سنتين.

وقد يؤدي عدم الالتزام بهذه الإجراءات إلى عدم قدرة العامل على العودة إلى العمل في قطر لمدة عام واحد. لذلك، من الضروري أن يتبع العمال الخطوات المطلوبة لتجنب مثل هذه العواقب.

الحد الأدنى للأجور

ويخضع الحد الأدنى للأجور لمراجعة سنوية من قبل الوزارة، مع مدخلات من لجنة الحد الأدنى للأجور. ويشمل الأجر الأساسي والإقامة وبدلات الطعام، مع تحديد الدخل الأساسي الشهري الحالي بمبلغ 1000 ريال قطري (275 دولارًا)، إلى جانب بدل السكن والطعام. 

تعرف علي كيفية حساب ساعات العمل الإضافي من هنا.

استحقاقات الإجازة في قطر

إجازة مرضية

الموظفون الذين أكملوا أكثر من ثلاثة أشهر من الخدمة ويمكنهم تقديم شهادة طبية لمرضهم مؤهلون للحصول على مزايا الإجازة المرضية المادة رقم (72) من قانون العمل رقم 14. ويحصلون على أجر كامل لمدة تصل إلى أسبوعين من الإجازة المرضية، تليها أربعة أسابيع بنصف الأجر. وأي إجازة مرضية تتم بعد هذه الفترة تعتبر غير مدفوعة الأجر. يحق لأصحاب العمل إنهاء خدمة الموظفين الذين يظلون غير قادرين على العمل بعد اثني عشر أسبوعًا من المرض. عند الاستقالة، يجب على أصحاب العمل تسوية أي فوائد مستحقة لضمان عدم تعرض الموظفين للخطر المالي بسبب المرض أو الإصابة.

العطلات الرسمية

تفرض قطر ثماني عطلات رسمية لجميع الموظفين. يمنح الموظفون إجازة لمدة ثلاثة أيام للاحتفال بعيدي الفطر والأضحى. بالإضافة إلى ذلك، يتم تخصيص عطلة واحدة لعيد الاستقلال. 

الإجازة السنوية

بموجب المادة 79 من قانون العمل القطري، يحق للموظفين الحصول على إجازة سنوية. يُمنح الموظفون الذين تقل مدة خدمتهم عن خمس سنوات إجازة سنوية لمدة ثلاثة أسابيع، بينما يمكن للموظفين الذين لديهم أكثر من خمس سنوات الحصول على إجازة سنوية تصل إلى أربعة أسابيع.

قانون إجازة الأمومة في قطر

يحق للموظفات اللاتي أتممن سنة واحدة من الخدمة لدى صاحب العمل الحصول على إجازة أمومة بموجب المواد 96، 97، 98 من القانون رقم 14 لسنة 2004. وتمتد إجازة الأمومة لمدة 50 يوما، بما في ذلك فترات ما قبل الولادة وما بعدها. ويجب أن تتضمن فترة ما بعد الولادة إجازة لا تقل عن 35 يومًا. إذا كانت صحة الموظفة تمنعها من العودة إلى العمل بعد إجازة الأمومة والإجازة المجانية، يجوز منح إجازة إضافية غير مدفوعة الأجر تصل إلى 60 يوم عمل.

السياسات ضد التمييز

تفتقر قطر إلى تشريعات محددة تعالج التمييز في التوظيف. ومع ذلك، يؤكد دستور البلاد على المساواة في المعاملة بين جميع الأفراد، ويحظر التمييز على أساس العرق أو الجنسية أو المعتقد الديني أو الوضع الاجتماعي. يحق للموظفات الحصول على فرص متساوية للتدريب والترقية والأجور مقارنة بنظرائهن الذكور. 

وبينما يُسمح بالتمييز الإيجابي لصالح المواطنين القطريين، يجب على أصحاب العمل إعطاء الأولوية لتوظيفهم. تحدد سياسات التقطير النسبة المئوية المستهدفة للتوظيف القطري، والتي تختلف حسب حجم صاحب العمل ونوعه. يحظر التمييز على أساس الجنس أو الحالة الاجتماعية أو العرق أو الجنسية أو الدين أو الإعاقة، إلا في حالات الضرورة المهنية الحقيقية. ويشكل الفشل في استيعاب الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل معقول تمييزا.

إجراءات الإنهاء

يمكن إنهاء خدمة الموظفين بإشعار مناسب، أو فصلهم بإجراءات موجزة بسبب سوء السلوك الجسيم، أو من خلال الموافقة المتبادلة. يجوز لأصحاب العمل فصل الموظفين بإجراءات موجزة للأسباب المنصوص عليها في قوانين العمل، باستثناء فترات محمية محددة مثل الإجازة السنوية، أو إجازة الأمومة، أو إجازة الحج.

عند إنهاء العمل، يلتزم أصحاب العمل بإعادة الموظفين إلى بلدانهم الأصلية في غضون أسبوعين، ما لم يحصل الموظف على عمل بديل في قطر. في حين أنه يمكن فصل الموظفين في أي وقت لأسباب وجيهة مع تقديم إشعار مناسب، إلا أن الفصل بإجراءات موجزة مسموح به بسبب الانتهاكات الجسيمة لعقود العمل أو سوء السلوك الجسيم على النحو المبين في لوائح العمل القطرية.

قوانين عمل الأطفال في قطر

لدى قطر، مثل العديد من الدول الأخرى، لوائح لحماية الأطفال من الاستغلال في القوى العاملة. تحظر قوانين العمل في البلاد بشكل صارم تشغيل الأطفال دون سن 15 عامًا. وتراقب وزارة العمل بشكل نشط الامتثال لهذه اللوائح لضمان عدم تعرض الأطفال لظروف عمل خطرة أو استغلالية.

 بالنسبة للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و18 عامًا، في حين أنه قد يُسمح لهم بالعمل في بعض الصناعات، إلا أن هناك قيودًا صارمة لحماية سلامتهم. ويحظر على هؤلاء العمال الشباب الانخراط في مهن خطرة يمكن أن تعرض صحتهم أو سلامتهم للخطر. وتشرف وزارة العمل عن كثب على تشغيل المراهقين لضمان حمايتهم ورفاههم.

بالإضافة إلى ذلك، يتم بذل الجهود لمعالجة قضايا مثل ركوب الهجن للأطفال، وهي ممارسة تقليدية في قطر. في حين أن سباق الهجن يعد تقليدًا ثقافيًا، فقد أثيرت مخاوف بشأن رفاهية الأطفال المشاركين. ولمعالجة هذه المشكلة، تدرس قطر إصدار تشريع لرفع الحد الأدنى لسن الفرسان المشاركين في هذه السباقات، وبالتالي حماية الأطفال من الأذى المحتمل. 

بشكل عام، تدرك دولة قطر أهمية حماية الأطفال من الاستغلال في العمل، وتلتزم بدعم حقوقهم وفقًا للمعايير الدولية. ومن خلال الأطر القانونية القوية وتدابير الإنفاذ الاستباقية، تسعى قطر جاهدة إلى خلق بيئة آمنة ورعاية لسكانها الشباب.

الخاتمة

في الختام، يعد نظام العمل في قطر بمثابة شهادة على التزام الدولة بتعزيز بيئة عمل عادلة وتقدمية وشاملة. ومع تقدم الدولة للأمام، تتطور قوانين ولوائح العمل جنبًا إلى جنب، مما يعكس الالتزام بتحقيق التوازن بين احتياجات الشركات ورفاهية القوى العاملة لديها. في قطر، لا يعد نظام العمل مجرد إطار قانوني؛ إنها قوة ديناميكية تدفع الأمة نحو النمو المستدام والابتكار والتعايش المتناغم بين أصحاب العمل والموظفين. وبينما نتعامل مع تعقيدات مشهد العمل في قطر، نشهد أمة تدرك الدور المحوري لقوتها العاملة في تشكيل مصيرها والمساهمة في مستقبل مزدهر.

لمعرفة المزيد عن نظم العمل في السعودية

لمعرفة المزيد عن النظام العمل في الإمارات